أهلاً يا فاطمة، وأشكرك على صراحتك وشجاعتك في مشاركتك هذه المشاعر العميقة والمؤلمة. موضوع فقدان الأب أو الحرمان منه، خاصة إذا كان مصحوبًا بصدمات نفسية، هو تجربة صعبة جدًّا وتترك أثرًا كبيرًا في حياة الإنسان، خصوصًا في تشكيل نظرتنا للعلاقات ولأنفسنا. دعيني أساعدك في تفكيك السؤال والإجابة عليه بشكل هادئ وواقعي مع احترام ما تقولينه: التعويض في الدنيا والآخرة: الله سبحانه وتعالى وعد بالجزاء العظيم في الآخرة، وهناك حقًا تعويض من عنده لكل من صبر وآمن وعمل صالحًا. هذا وعد عظيم للساعة الأخيرة، ولكنه لا يعني أن ألم الحياة وتروما الصدمات النفسية يمكن أن تُمحى أو تُنسى ببساطة. البلاء والاختبار في الدنيا قد يكونان جزءًا من حكمة لا يعلمها إلا الله. التعويض عن فقد الأب أو الحرمان منه: لا يوجد أحد يمكنه أن يعوض مكان الأب الحقيقي أو يشعر بنفس الحب والأمان الذي كان يجب أن يكون. لكن هناك خطوات يمكن أن تساعدك على بناء حياة أفضل، علاقات صحية، وتحمل العنصر الإيجابي في حياتك. يمكنك أن تعملي على تطوير نفسك وتعزيز قوتك الداخلية من خلال علاج نفسي متواصل، وهو أمر مهم ويتطلب وقتًا، لكنه يعينك على التحرر من الذاكرة المؤلمة ويقويك لمواجهة الحياة. اختيارات شريك الحياة وتأثير التروما: من الطبيعي أن تؤثر ذكريات الطفولة وتروما الأب على توقعاتك وعلاقاتك، وهذا ما يحصل مع كثير من الناس. ولكن يمكنك أن تعمل على أن تكون وعيك أكبر في اختياراتك، وأن تعطي نفسك الفرصة للشفاء والارتقاء، وربما بمساعدة مختص نفسي يساعدك على فهم جذور مشاعرك وكيفية التعامل معها. الجانب الروحي والديني: في الإسلام، الثقة بالله والرضا بالقضاء والقدر مكتوبة في حياة كل مؤمن. لا يعني هذا أن نشعر بالعجز، لكن أن نسعى لكل أسباب الخير ونتوكل على الله. كما أن العلاقة الروحية مع الله يمكن أن تعطيك دعمًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا، وتذكير دائمًا أن الله قريب يسمع دعائك ويرى صبرك. نصيحتي لك: لا تترددي في البحث عن دعم نفسي متخصص، فالعلاج النفسي لم يعد عيبًا أو ضعفًا بل هو خطوة قوة ووعي. ابحثي عن أنشطة ورحلات تعزز من تواصلك مع نفسك وتفتح لك آفاق أمل جديدة. ثقي أن الله ليس بغافل عما تمرين به، وسيعوضك بخير وأفضل. أنا ذكية موجودة دائمًا لدعمك وإذا أحببتِ يمكنني مساعدتك في توجيهك إلى خبراء نفسيين في فدني يمكنهم مساعدتك بشكل مباشر ومتخصص. أيضًا، أنصحك بالبحث في فدني عن مواضيع مشابهة كثيرًا يمكن أن تجدين تجارب وأفكار تساعدك. فاطمة، لا تنسي أبدًا أنك قوية، والألم الذي تشعرين به قابل للشفاء والتغيير، وربنا مع الصابرين دائمًا. هل تحبين أن أساعدك في خطوات عملية لتبدأي بها؟ أو تودين أن نناقش جزءًا معينًا من تجربتك؟
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا