السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حقيقةً، سأختلف مع التيار وأقول لكِ إن هذه ليست مشكلة مستعصية، بل الأمر أبسط مما تظنين. يا عزيزتي، نحن مختلفون، ليس عليكِ أن تكوني اجتماعية، أو أن يكون لديك الكثير من الأصدقاء لتشعري بالرضا عن نفسك. لا تحاولي أن تُسايري المجموعة حتى تكوني جزءًا منها، لستِ بحاجة لتغيير طبيعتك من أجل أحد. ستجدين أشخاصًا مثلك تمامًا، ليسوا اجتماعيين لكنهم صادقون إلى أبعد حد. ابحثي ولو عن صديقة واحدة، وليكن معيارك في الاختيار أنها تتقي الله عز وجل، وخلوقة، ومجتهدة. ومع الوقت ستتسع الدائرة بمن يشبهكما. لستِ بحاجة لأن تُشبهي الأغلبية، احتفظي بتفردك. أنتِ لا تجدين مكانك وسط الجموع لأن أغلبهم في وقتنا هذا في غاية السوء، ولو لم تتمثلي بسلوكهم سينبذونك، ويا حبذا هذا النبذ! صدقيني، مع الوقت ستتأكدين أن هذه نعمة كبيرة. تعلمي أن تختاري من يشبهك، ومن له قيم وأهداف عليا في الحياة. الصحبة الصالحة عملة نادرة، ولكنكِ إذا ظفرتِ بها ستكون طريقك إلى خير الدنيا والآخرة إن شاء الله. أما بالنسبة للحديث أمام الجموع، أولًا يجب أن تعرفي أن كل هؤلاء الذين يسخرون منكِ، لو وقفوا موقفك لربما كانوا أشد ضيقًا وحرجًا، وكل متحدث رائع كان في البداية يتلعثم ويخشى الحديث أمام الناس. حل هذا الأمر هو أن تُنزلي الناس منازلهم، لا تخشيهم فكلنا بشر، ليس فينا خارقون، والجميع كانوا مبتدئين يومًا ولا يستطيعون الحديث بطلاقة. ابدئي بالتمرين في منزلك، تحدثي أمام العائلة، وتدربي على الإلقاء من خلال المحاضرات الموجودة على اليوتيوب. اقرئي وتعلّمي أكثر عن مجالك، وابني نفسك من الناحية المعرفية، لأنكِ كلما أثقلتِ مهاراتك ومعرفتك، كانت لديك القدرة على التحدث بطلاقة. القراءة مهمة جدًا لأنها ستُغذيكِ بمفردات وعبارات تجعل حديثك أكثر جاذبية وعمقًا. والأهم من كل ذلك، تقربي من الله عز وجل واطلبي منه العون والتوفيق. أسأل الله أن يوفقك ويكتب لك الخير.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا