لا يوجد مجال أقصر من غيره أو مجاله محدود كقاعدة عامة، ولكل مجال آفاقه وامتداداته. إذا كانت رغبتك في التغيير نابعة من عدم اعجابك أو مللك من المحاسبة، فرأيي أن تأخذ خطوة التغيير الآن لأنها قادمة لا محالة، ولكن بالتعقل والتروي والتدرج لأنك بالتأكيد تحتاج العمل الحالي للإنفاق على نفسك وعلى المسار الجديد. أما إذا كان الأمر حيرة بين المسارين، فأنت لم تمنح نفسك الفرصة لاختبار والمحاسبة وانجذابك إليها. غالبا، أنت لم تتجاوز مرحلة إمساك الدفاتر بعد - تسجيل الايرادات والمصروفات - وربما بعض قيود التسوية. المحاسبة - وآفاقها - أوسع من هذا بكثير. هل جذبك شخص ما بحديثه عن التسويق ومستقبله؟ أتمنى أن يكون قد تحدث عن التسويق بمنظوره الشامل وليس مجرد إدارة حملات الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي فقط أو شيء من هذا القبيل فقط. التسويق في منظوره الشامل يحتاج علم النفس والسلوك الإنساني في مستوياته الدنيا والوسطى، وعلوم الاجتماع والإلمام بالثقافات المستهدفة، وعلوم الإحصاء في مستوياته العليا كأجزاء طبيعية من آليات عمله وتطبيقه. في العقود القليلة الماضية، اكتشفت المؤسسات التعليمية أن التخصصات الأحادية لا تجدي، وأن الواقع العملي يتطلب مزج علوم ومسارات مختلفة، فأصبحنا نجد تخصص الكترونيات ميكانيكية - ميكاترونيكس ، وعلوم جيوسياسية، وتخصص اقتصادي اجتماعي socio-economic، وفيزياء فلكية، وكيمياء حيوية، وحوسبة بيولوجية، وغيرها. ان استطعت، يمكنك أن تجمع بين المسارين. إن لم تستطع، فلا تنظر إلى البدايات، وحول بصرك إلى الآفاق والطريق المؤدي إليها وانظر ما يتطلبه الطريق وما إذا كان يناسبك وترى في نفسك القدرة عليه.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا