ماذا يصنع قلبٌ وحيد يطلب الثبات بين أمواجٍ عاتيةٍ من الفتن؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مش عارفه هل أتكلم بالعامية ولا بالفصحى، ولكن هتكلم وخلاص.

دلوقتي أنا لسه داخله أولى جامعة، والحمد لله بقالي كده ترم تقريبًا، وجامعتي مش تبع الأزهر للأسف.

لاحظت إن البيئة الجامعية دي وحشة جدًا جدًا، ومختلفة بشكل منفّر عن اللي أنا معتادة عليه في بيئتي الأساسية.

أصبحت أشعر أن الجامعة أصبحت مكانًا لامتحانٍ إيماني أكثر من كونها مكانًا للتعلّم؟

وأنا إيماني ليس بتلك القوة ليقف في وجه هذه العواصف.

تقريبًا ثلاثة أرباع الطلبة والطالبات مرتبطين عيني عينك، وكل مجموعة فيها اختلاط شديد.

والميكب الزائد عن حدود الطبيعي، وفجاجة الملابس الخاصة بالفتيات.

وأنا نفسيتي تعبت صراحةً، ومبقتش مستحملة أشوف المناظر دي، وبقيت أكره أروح الجامعة.

يعني أنا أغض بصري عن الشباب تمام، وبحاول وربنا يُعيني، والموضوع صعب جدًا لأن نفسي لسه بتغلبني، وأنا بضعف كتير، لكن بالنسبة للبنات أعمل إيه؟!

أنا بقيت بشعر إني في حاجة لغض بصري عن البنات أكتر من الشباب!

أيوا في حدود في إطلاقي لبصري على البنات زي ما ممنوع أنظر للشباب، لكن أنا مش قادرة، وحاسة إني بتحمّل فوق طاقتي، وكل ما أروح هناك بلاقي نفسي عايزه أعيط وبعيّط لدرجة إني بستأذن في منتصف المحاضرة؛ عشان بس أروح الحمام أعيط وأرجع تاني.

وأكتر شيء مخوفني هو إني أبقى زيهم، وأعتاد المظاهر دي، وعيني تعتاد عليهم وبدأت بالفعل أعتاد ولكن بتألم وأنا كده.

الكلام دا بيفتني، وأنا قلبي ضعيف جدًا جدًا تجاه الفتن، ومش عارفه أكوّن صديقات ليا، لأن كل ما أتعرف على بنت أكتشف إنها مصاحبة شباب أو مرتبطة أو مؤيدة للفكرة بشكلٍ ما، فاضطر إني أبعد عنها.

أنا كنت أزهرية في ابتدائي، ولكن والدي ربنا يسامحه نقلني المدرسة لما كنت على وشك إني أدخل إعدادي بحجة إن الأزهر صعب، ولسه قلبي متعلق بالأزهر، ولسه صديقاتي هم هم من ابتدائي، ومعرفتش إني أصادق أي بنت في الإعدادي؛ لأن مبادئهم وطريقة تفكيرهم مش زيي. وفي الثانوي مصاحبتش غير واحدة بس، ودلوقتي مشت وراحت جامعتها في محافظة بعيدة أوي، ومش بشوفها، ولا بشوف صديقاتي من الأزهر غير نادرًا بسبب إنشغالنا برضو.

أنا أعمل إيه دلوقتي؟ أنا بقيت بشعر إني بضيع، وأخاف إن أخلاقي تتفلت، ومبادئي تُشوّه، خصوصًا إن مفيش صُحبة صالحة تاخد بإيدي لطريق ربنا.

ونادرًا لما بشوف منتقبات أو مختمرات أسوياء ونفوسهم طيبّة، ولو حالفني الحظ مش بنعرف نكون مع بعض لأني بسافر.

عايزه ألتزم بدين ربنا، وأكون إنسانة كويسة، لكن مش قادرة لوحدي، وحتى أهلي منشغلين باخواتي وبالبيت وبالدنيا، وربنا يُعينهم مقولتش حاجة، لكن أنا لوحدي أوي، ودا بيوجعني وعاملي غصة وثِقل على قلبي.

الفتن بتحيط بيا من كل إتجاه، وأنا بغرق ومش لاقية اللي ينتشلني من ظلامي دا.

عمري م رشيت برفيوم، وجيت في يوم كنت هناك ولقيتهم بيرشّوا، ورشيت معاهم، وندمت على كده، وبقيت ماشية في الشارع بحاول أبعد عن أي ذكر ماشي في الطريق عشان ما يلتقطش أي رائحة مني.

كنت بفكر أنقل جامعة تانية، لكن لما سألت زميلاتي اكتشفت إن أغلب الجامعات كده، والاختلاط الرهيب ده منتشر.

قلبي مبقاش مستحمل، ومبقتش بملك دموعي ولا أملك أي شيء، خصوصًا إني مختارة الجامعة دي بموافقتي وبعد استخارة ربنا وطلبي منه سبحانه إنه يختارلي.

أنا من بعد م بابا نقلني للمدرسة وأنا اعتدت إني أمشي لوحدي، واعتدت العزلة وبقت أمر طبيعي، لكن حاليًا الوضع مختلف لأن تأثير البيئة وانتشار الفتن أكبر مما أحتمل.

غير كل ده أنا عايزه أدعوا لربنا في الجامعة، وأكلمهم تن الحجاب، وعن كل شيء؛ لأن أغلبهم مش محجبات أصلا وأنا كنت ناوية على ده لما كنت في ثانوي.

عايزه أكلمهم عن الاختلاط ده، عايزه أغيّر فيهم، بس مش عارفه إزاي؟!

وبرضو إزاي وأنا حاسة إن أنا اللي بتغيّر للأسوأ، وكل ما الوقت يمّر بشعر إن قلبي يتعلق بالدنيا أكتر وأكتر!

...

عذرًا على الإطالة، فقد فاض الكيل وحاصرت الفتن روحي، وأرهقت قلبي، ولم أعد أقوى على الصمود.

ماذا يصنع قلبٌ وحيد يطلب الثبات بين أمواجٍ عاتيةٍ من الفتن؟

سؤال من "أسـمَـاءٌ أَنـا".

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥

1 إجابة

انا بحييكي جدا جدا علي قوة تمسكك بدينك وانتي كدا قلبك مش ضعيف خالص بالعكس دي اول نقطة تاني نقطة الالتزام والطاعة ملهموش دعوة بالتعليم الازهري او التعليم العادي الحرام بين والحلال بين ودا علي كل البشر مش الازهريين بس فكون ان الطلاب اللي في الجامعة متبعين الحرام فدول ناسيين ان في حاجة اسمها حرام وناسيين الموت وعذاب القبر والاخرة -تالت نقطة انا معاكي ان المناظر بقت فظيعة ومبقاش فيه حياء خالص والتبرج زاد عن حده الا من رحم ربي فمن وجهة نظري ان لما بنت تبقي بأخلاقك ومبادئك لما تدخل في الوسط دا المفروض تبقي مشمئزة وتبقي حاسه بالفخر إنك في زمن انتشار الفتن لسه محافظة على مبادئك ومتعيطيش أبدا على ترك الحرام بالعكس افرحي وكوني صداقات مع البنات اللي زيك المحترمات اللي انت شايفاهم كويسين وقوي قلوب بعض وثقي في نفسك وامشي بمبدأ الصاحب ساحب بس خليكي انتي الساحب واسحبي البنات للطريق الصح وتاخدي ثوابهم ولما تحسي ان حد هيسحبك لطريق الغلط فورا ابعدي عنها ولو مقتدرتيش خلاص انعزلي عن الاشكال دي واشغلي يومك بمحاضراتك ووقت الفراغ اقرئي قرآن او اذكار ودايما خليكي متاكدة انك بتعملي الصح وخليكي دايما فخورة انك بتعملي لآخرتك ولو حد اتنمر عليكي بسبب انك مش زيهم خلي ردك واحد انا متهمنيش الدنيا انا بعمل لآخرتي وبس والله هما هيتكسفوا من نفسهم وهيجي اليوم وهتشوفي انك كنتي صح وخليك عارفة ان حتى في موضوع الجواز الولد مهما كان بيبص على البنات المتبرجات وحتى لوكان مصاحب لما بيجي يتجوز بيدور على المحترمة اللي مش متبرجة او كانت مصاحبة فمعظم البنات اللي انتي شايفاهم دلوقتي بيخسروا آخرتهم وممكن يخسروا دنيتهم كمان- ربنا يعينك ويقويكي على طاعته

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥

6 تعليق

@Abd Ul-Rahman .. كلام حضرتك أثر فيا جدًا، واستشهاد حضرتك بالقرآن وتذكيري بالآيات الكريمة دي أنزل السكينة على قلبي فجأة... شكرًا لحضرتك.

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥


@Amro Ibrahem جزاك الله خيرًا أخي، سأحاول جاهدةً للعمل بنصائحك والله المستعان.

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥


@"أسـمَـاءٌ أَنـا". اختي اعلم أن تطبيقه صعب لأن هذا جهاد النفس فسيتطلب منك التضحية والمثابرة .. كما ذكرت لك المجتمع تأثيره اكبر على الإنسان من بيته ومن نفسه على نفسه .. لذلك انتقاء المجتمع من اهم عوامل السلامة النفسية والصحية للدين وللأخلاق وللنفس .. والمجتمع هنا هو الصحبة و الجامعة وغيرهم من الأماكن التي يتأثر بها الانسان وتساهم في تكوين جزء من شخصيته وايدولوجيته النفسية والعقلية .. اما بخصوص الجامعة ما اقترحته عليك قد يكون صعبا ولكنه حل حقيقي وليس مسكنا او مخدراً وذلك حتى لا تنجرفي او تنساقي لهذه الفتن او يتأثر قلبك بها دون ان تشعري .. اليك بعض المقترحات بهدا الشأن : 1- المحاولة الجادة في تحويل نظام التعليم عن بعد وبذلك تكملي دراستك دون اختلاط بهذا المجتمع لان مجاهدتك في اختلاطه سيصيبك منه ما اصاب غيرك لانه الأكثر والأغلب وقد ذكرت لك سنن الانبياء في ذلك كما ذكرت آنفاً .. 2- فإن لم تستطيعي فحاولي تغيير المجتمع بتغيير الكلية .. اما بالنسبة للصحبة الصالحة فهذه الصحبة التي تعينك على طاعة الله إن لم تتواجد في هذا المجتمع فهذه اشارة قوية بضرورة ترك هدا المجتمع .. ما قولته لك هي الحقيقة بدون تجميل او تزيين او فلسفة لا طائل منها .. الصحبة الصالحة مجتمع صالح فإن لم يتواجد فلا خير في المكان الذي تنعدم فيه .. هذا والله اعلى واعلم

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥


الى انتى فيه دا ابتلاء واختبار للثبات على الدين وأصعب اختبار لما الانسان يُبتلى فى دينه وهل هيطيع نفسه وهواها ولا هيقدر يقبض على الجمر ويستحمل.. الموضوع مش سهل وانك متروحيش الكلية او تسبيها او تذاكرى اونلاين او تروحى كلية تانية دا مش حل... ربنا قال ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوٰة والعشي يريدون وجهه) دى أول حاجة تعمليها تلاقي وهتلاقي زميلات زايك خايفين على دينهم.. وكمل ربنا بالاهم ( ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوٰة الدنيا ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) يعني الثبات بعد الدعاء والخوف من الله هو الصحبة.. ولازم تحاولي تملي وقتك بالشيء اللي ينفعك وتغضى بصرك عن اللي حواليكي فى الجامعة لان للاسف ممكن مع الوقت تحسي بنقص وضيق شديد.. ولكى الله

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥


بصي يا أختي سأحاول ان اختصر .. ما سأقوله هو ما اعتقده حيال ما ذكرتيه .. يجب عليكي بشكل قاطع الدراسة من المنزل ( اون لاين ) وان تأتي فقط على الإمتحانات .. وإن لم تحسمي هذا الأمر من فورك فحتماً وإن لم تنساقي لهذه الفتن فحتماً سيمسك منها نصيباً .. هذا حال زماننا الآن .. يعج بالفتن والبلايا والعياذ بالله .. اعلمي جيدا ان المجتمع هو المعلم ذات التأثير الأكبر من البيت ، اثره لا يزول بسهولة ابدا والبيت لن يُفلح في ذلك وحده .. انظري .. عوامل تربية النفس تكتمل بإكتمال مثلث التربية الذي قمته اتباع دين الله وسنة رسوله ، وزوايا قاعدته هي البيت والمجتمع .. فإذا اختلت إحدى الزوايا تضطرب تربية النفس وتشوب الاخلاق الشوائب .. فطاعة الله ورسوله تكتمل بالنشأة الطيبة ويدعمها المجتمع الصالح او ما صلح منه .. لذلك إذا اردتي النجاة عليكي اولا بكثرة القيام والدعاء والعض على كتاب الله وسنته دون تفريط مهما كثرت الفتن ، ثم الإعتزال عمن يشوب ذلك او يعترضه ..سواء كانوا صحبه او مجتمع صغير زي مجتمع الجامعة او غيرهم ... سنن الهجرة في سبيل الله كانت لذلك .. كانت للنجاة من الفتن التي قد تودي بالنفس الي الهلاك في حال بقاءها .. وهجرتك هنا تقتضي بالابتعاد قدر الامكان عن المجتمع الحي للجامعة مع امكانية الدراسة عن بعد .. ففي هذه العزلة حياة وصحتك النفسية والاخلاقية وهذا هو الجانب الوحيد الصحي للعزلة النافع لصاحبه .. فسيدنا ابراهيم اعتزل قومه وحيدا مع زوجته بعدما كادوا يفتنونه هو وسيدنا لوط .. فقررا الهجرة والعزلة عن هذا المجتمع في سبيل الله فعوضهما الله خيرا من ذلك .. ولنا في رسول الله الأسوة في ذلك صلى الله عليه وسلم .. ولكن انتبهي .. عليك اولا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بلطف ولين .. انصحي من ترينه يستمع اليك ويثق بك .. فإذا لم تستطعي تكوين مجتمعك الخاص فأعتزليهم كما ذكرت آنفاً .. وتذكري يا اختي .. من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .. وصدقيني سيري انتي في طريق الله وسيجدك اصدقائك على هدا الطريق ولو بعد حين .. هذا والله اعلى واعلم ..

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥


@Amro Ibrahem أنا بشكر حضرتك على كلامك المنطقي والصادق، ولكن للأسف تطبيقه صعب؛ لأن لو غبت هسقط لأن جزء كبير من درجاتي يعتمد على حضوري والتزامي بالمحاضرات، وعلى سلوكي وتفاعلي داخل المحاضرات ومع الدكاترة والمعيدين . لو تغيبت كده كأني مش بروح جامعة، فـ ازاي أغيب؟

تم النشر الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥

لعرض السؤال في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك