في وجهة نظري، المجتمع المعاصر والثقافة العامة فرضوا على الإنسان التخصص في مجال أو مجالين اثنين بحد أقصى. من جانب آخر يفرضان - المجتمع الثقافة - مسار حياة الإنسان منذ نشأته المبكرة، فيصبه صباً في قوالب مسبقة الإعداد، وأقصى اختيارات النشء من الصبية والشباب هي اختيار أحد هذه القوالب، إن لم يجبره مجموعه الدراسي على قالب ما ليكمل بقية حياته وعمرها في هذا القالب. إذا ما أمكنك التبحر في مجالات عدة، فلماذا تمنعين نفسك؟ طالما هواياتك واهتماماتك حلال مشروع، أطلقي العنان لنفسك. لكن يجب أن تتوسطي... لا تتخصصي وتكبحي فضولك أو تدفني اهتماماتك من جهة، في مقابل ألا تتشتتي وتفقدي بوصلة الاتجاه من الجهة الأخرى. عاجلا أو آجلا، يجب أن تحددي بضع مواضيع أو مسارات لئلا يحترق ذهنك، وتكوني قادرة على الاستفادة من خوضك في هذه المواضيع؛ بخلاف المعوقات الدارجة: المادية والمكانية والزمانية. الغالية العظمى منا لا يتسع يومهم، أو بيتهم، أو حافظة نقودهم لتغطية كل ما نريد وما يتطلبه كل هذا الذي نريده. في الوقت الحالي - وكما ذكر الآخرون - استكشفي كل مجال جذب اهتمامك. ربما تعزفين عنه، وربما تنغمسي فيه أكثر. بعض هواياتك لا يبلى ولا يتقادم وستبقى مطلوبة مفيدة مثل القراءة. لي تعليق على الجزء الأخير من سؤالك. أراكِ تتمتعين بفضول عظيم يدفعك للبحث عن كل ما هو جديد، ولكني أظن أنكِ تفقدين هذا الفضول عندما تصلين إلى نقطة محددة في بحثك وسعيك وراء هذا الشيء الجديد. حاولي أن تعرفي هذه النقطة التي ينطفئ فيها شغفك وتبحثين فيها عن جديد آخر. إن كنت حقا من هذا النوع، فستفيدك معرفتك بهذه النقطة في حياتك، لأنك ستعرفين كيف تبقين شعلة الفضول متوقدة مضيئة، وكيف تجددي اهتمامك بمجال دراستك وعملك، فتستقر حياتك وتكون مثمرة ناجحة.
كلام حضرتك مفيد ان شاء الله اقدر اطبقه
تم النشر الخميس، ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا