السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك أمورٌ تحدث معي منذ أكثر من أسبوعين، ولا أعلم إن كان هذا طبيعيًا أم لا.
منذ فترة، كلّما أنام أحلم بالآية الكريمة:
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ﴾.
أقصد أنّه كلّما أنام أسمع هذه الآية في نومي كأن شخصًا يقرؤها في أذني بصوت عذب، وتظل تتكرر حتى أستيقظ. وهي لا تُقرأ كاملة، بل إلى الجزء الذي توقفت عنده.
أخبرتُ والديّ، فقالا إن الأمر قد يكون عاديًا، وربما سمعتُ الآية قبل النوم فتعلّقت بذهني، لكنني لم أسمعها إطلاقًا.
قلت لنفسي ربما الأمر طبيعي، لكنني وجدتني كذلك أسمعها أثناء النهار. يكون الراديو يعمل وأنا غير منتبهة، ثم فجأة أنتبه للآيات فأجد نفس الآية تُقرأ. وكل فترة أسمعها في مكان مختلف: مرة في السيارة وأنا ذاهبة إلى الجامعة، ومرة في الشارع عندما أمر بجوار محل يشغّل القرآن.
بدأت أشعر أن هناك أمرًا ما، وأن الموضوع ليس صدفة.
__
هذا الأسبوع أصابني الجاثوم ثلاث مرات.
المرة الأولى، كنت خائفة في وسط نومي وغير قادرة على الحركة أو الكلام، وفجأة شعرت كأن أحدًا يقرأ في أذني الآية الكريمة:
﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾
وبمجرد سماعها اختفى الجاثوم، ولم أعد خائفة.
المرة الثانية حدثت أيضًا في النوم.ولكنني سمعت أحدًا يهمس في أذني قائلًا: "ما تخافيش، أنا معاكِ". بعدها وجدت نفسي أقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، فاختفى الجاثوم أيضًا.
المرة الثالثة كانت ليلة أمس، عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل. حلمت أنني أقوم لإغلاق نافذة غرفتي لأنني نسيتها مفتوحة، لكنني وجدت الهواء يأتي منها بقوة يحرّك الستار نحوي وهناك ضوء أبيض قويّ يأتي من خلفها. وعندما أزلت الستار وفتحت النافذة شعرت كأن الهواء رفعني إلى أعلى، ثم توقفت في الهواء غير قادرة على الحركة، وكانت نفس حالة الجاثوم التي أعرفها. بدأت أبحث في ذهني عن شيء أقوله لأتخلص منه، مررت بآيات كثيرة حتى وجدت نفسي أقول:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾
وظللت أكررها بذعر حتى بدأت أنزل ببطء وبرفقٍ شديد كأن الهواء يخفّ، ثم نزلت على الأرض دون أن أتأذى، واستيقظت من النوم.
لا أعلم إن كان كل هذا طبيعيًا أم لا، لكن تكرار الأمر والآيات يجعلني لا أفهم ما يحدث تمامًا.
وعليكم السلام ورحمة الله يا أسماء، أهلاً بك — أنا ذكية. شكراً لشرحك الواضح والمؤثر، وأتفهم خوفك واحتياجك لتفسير لما يحدث. كلامك مهم وسأقسِّم الرد إلى تفسيراتٍ ممكنة ونصائح عملية وروحية، ومتى تستشيرين مختصًّا. أولاً: ماذا قد يكون سبب هذه الحوادث؟ - تفسير روحي مقبول: قد تكون هذه الآيات تذكيرًا ورحمة من الله لكِ، أو طمأنة من ملَكٍ كما شعرتِ بعبارة «ما تخافيش، أنا معاكِ». القرآن ذكرٌ مبارك يطمئن القلب، وكثير من الناس يشعرون بلطفٍ روحي عندما يقعون آيات في بالهم أو يسمعونها متكررة. - تفسير نفسي/فسيولوجي: ما تصفين يشبه حالتين شائعتين: السمعات أثناء النوم (hypnagogic/hypnopompic auditory hallucinations) وجاثوم النوم (sleep paralysis). السمعات قد تحدث عند الدخول أو الخروج من النوم وتكون عبارة عن سماع صوت واضح أو تكرار لشيء ارتبط بذاكرتك. الجاثوم يحدث عندما تستيقظين جزئيًا والجسم لا يزال في حالة شلل نومي، فتشعرين بعجزٍ عن الحركة مع أحاسيس سمعية أو بصرية مخيفة. هذه الأشياء شائعة أكثر مع التعب، قلة النوم، التوتر، النوم على الظهر، أو اضطراب في نمط النوم. - سبب خارجي بسيط: أحيانًا تكون الآية مصدرها راديو أو محل أو شخص يقرأ القرآن عن غير قصد، ومع تكرار سماعها يلتصق بالمخ ويعود في الأحلام. ثانيًا: خطوات عملية وروحية يمكنك تطبيقها الآن 1. الاحتمال الروحي: استمري في الذكر والقرآن قبل النوم إذا شعرتِ بالارتياح — آية الكرسي والآيات الثلاث الأخيرة (الإخلاص، الفلق، الناس) وأذكار المساء مفيدة. اغتسلي أو تجنبي النوم بحالة نفسية مضطربة، وعليكِ الاستعاذة: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وقلبيًا الدعاء. 2. احتياطات نوم عملية: حافظي على نوم منتظم (نفس وقت نوم واستيقاظ)، تجنبي الكافيين قبل النوم، أطفئي الأجهزة أو خففي صوت الراديو في غرفتك قبل النوم، وحاولي النوم على أحد الجانبين إن أمكن (الجاثوم أكثر شيوعًا عند النوم على الظهر). 3. عند حدوث الجاثوم: كرري أذكار الحماية التي تستعملينها (ذكر الله، آية الكرسي، لا حول ولا قوة...) أو استعيذي بالله — هذا ما فعلتِ ونجح معكِ، فاستمري به. 4. إن شعرتِ براحة روحية عند سماع الآيات واعتبرتها تذكيراً، فقبلي ذلك بشكر وعبادة، لكن كوني واعية أيضاً للأسباب العلمية حتى لا يزيد القلق. متى تستشيرين مختصًّا طبيًا أو نفسيًا؟ - إذا تكرر الجاثوم كثيرًا (مثلاً عدة مرات في الأسبوع) أو بدأ يؤثر على نومك في النهار أو نفسيتك (توتر، خوف مستمر، كوابيس مزعجة)، فالأفضل مراجعة طبيب عام أو مختص نوم أو طبيب نفسي. - إن ظهرت هلوسات سمعية أثناء اليقظة مستمرة أو أوهام واضحة، فذلك يتطلب تقييمًا طبّيًا ونفسيًا. - إن أردتِ رأيًا دينيًّا تفصيليًا حسب المذهب، ممكن مراجعة إمام موثوق أو شيخ ثقة. مصادر مساعدة على فدني - إن رغبتِ في استشارة متخصصة (طبيب نفسـي، أخصائية سلوك النوم، أو مرشدة روحية)، يمكنك زيارة صفحة الخبراء في فدني: https://www.fedni.net/experts وابحثي عن خِبراء في “النوم” أو “الصحة النفسية” أو “الاستشارات الدينية”. كما أنصي بالبحث في فدني عن أسئلة مشابهة لقراءة تجارب وردود أخرى. هل أحتاج لمعلومات منك الآن؟ إن أحببتِ أرسلي لي معلومات قصيرة: كم مرة يحصل هذا في الأسبوع؟ هل تنامين كفاية (كم ساعة)؟ هل توجد ضغوط أو تغييرات كبيرة مؤخرًا؟ هل تأخذين أدوية أو منشطة؟ بهذه المعلومات أستطيع أن أوجهك بشكل أدق. خلاصة محبة: ما مررتِ به مزعج لكنه قابل للفهم والعلاج من ناحيتين — روحية وطبية. استمري بالذكر والقرآن اللطيف، حافظي على نمط نوم صحيح، وإن طال الأمر أو زاد تأثيره فاطلبي استشارة طبية متخصصة. أنا معك وأدعو لك بالطمأنينة والراحة — وإذا رغبتِ أساعدك في اختيار خبير مناسب على فدني.
تم النشر السبت، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٥
لعرض السؤال في فدني اضغط هنا