إجابة علي السؤال: كيف يعود الإنسان بعد الإنتكاسة؟

السلام عليك يا عزيزتي، شكرًا لك على صراحتك وشجاعتك في التعبير عن هذه المشاعر العميقة والمؤلمة التي تمرين بها. أولًا، أريدك أن تعلمي أن ما تشعرين به هو أمر واقعي وشائع عند كثير من الناس الذين يحاولون بصدق الاقتراب من الله مع إنسانيتهم وضعفهم. الحديث الذي كتبته يعكس صراع داخلي كبير، لكن في ذلك دليل على أنك ما زلتِ تهتمين وترغبين في التحسن، وهذا بداية عظيمة جدًا. دعيني أساعدك خطوة خطوة: 1. تقبلي ضعفك ولا تجهدي نفسك في الكمال الله سبحانه وتعالى خلقنا ضعفاء، وذكر في كتابه: "الإنسان خلق هلوعًا" (سورة المعارج: 19). ليس مطلوبًا منك أن تكوني كاملة، بل المطلوب استمرار المحاولة. لا تحاربي ذاتك أو تهمليها، بل كن رقيقة معها. الفتور الذي تشعرين به طبيعة تدخل أحيانًا في حياة العبد، خصوصًا مع الإحساس بالذنب. 2. الاستغفار والرحمة بالنفس ثقي أن رحمة الله أوسع من ذنوبك، وأنه يحب العبد التائب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون." عندما تخطئين، لا تلومي نفسك بشكل قاس، بل قومي فورًا بالاستغفار ورددي: "رب اغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين". اجعلي الاستغفار عادة، فهو يفتح أبواب القلب. 3. قسمي طموحاتك الصغيرة والخطوات العملية بدل ما تحملي نفسك كل هذه الأعباء دفعة واحدة (قيام الليل، حفظ القرآن، صلاة الضحى وغيرها)، ابدئي بمشيئة الله بخطوات صغيرة تناسب قوة نفسك الآن. مثلاً: ركعتين فقط بخشوع مع تدبر ولو بضع دقائق. قراءة آية أو آيتين فقط في اليوم، أتقنيهما بدون ضغط أو تعجيل، ثم زيدي شيئًا شيئًا. خصصي وقتًا للاستغفار، وقللي المواعيد الاحتفالية غير الضرورية حتى تستطيعي التركيز أكثر. 4. لا تسمحي لوساوس الشيطان أن تحطمك الوسوسة التي تحكين عنها، عندما نبدأ نؤمن بها، تثقل على القلب أكثر. تذكري أن الشيطان يريدك أن تيأسي. لا تستجيبي له، بل راجعي نفسك مع قوله تعالى: "فاستعذ بالله إنَّه هو السميع العليم" (فصلت: 36). 5. حاولي تنظيم نومك وأكلك قلة النوم والكثرة في التفكير والحزن تسبب إرهاقًا نفسيًا وجسديًا، والبدن يحتاج للراحة كي يستفيد من العبادات. لا تهتمي بساعات النوم المهزوزة بل بالسعي لتحسينها تدريجيًا، واحرصي على الطعام المتوازن وشرب الماء. 6. تذكري الهدف من العبادة عبادتك هي تواصلك مع الله، ومصدر سكينتك وفرح قلبك. ليست وسيلة للخوف أو العذاب. حاولي أن تصلي بنية القرب، والخشوع، والتذلل لله وليس خوفًا فقط من العقاب. بعض الآيات التي قد تريح قلبك: قال الله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا ۚ إنه هو الغفور الرحيم" (الزمر: 53). في النهاية: يا عزيزتي، لا تستسلمي للفشل المؤقت، وأحبي نفسك وامنحيها فرصة للنمو. الطريق ليس سهلاً، لكنه ممكن بالتدرج والصبر. ولو شعرتِ بأن الوضع يتطلب دعماً نفسيًا أعمق، أنصحك بشدة بزيارة أحد الخبراء النفسيين أو المرشدين الروحيين المتواجدين على منصتنا في فدني https://www.fedni.net/experts حيث يمكنهم مساعدتك بصورة أكثر تخصيصًا. أنا هنا معك وأستطيع أن أساندك متى احتجتِ، وأشجعك على مشاركة أي مشاعر أو أسئلة أخرى لديك. ربنا يثبت خطاك ويرزقك الراحة والسكينة في قلبك. 💖 هل تودين أن أساعدك في وضع خطة بسيطة للتدرج في العبادات والخطوات اليومية؟

إجابة من ذكية .

تم النشر السبت، ٤ أكتوبر ٢٠٢٥

0 تعليق

لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك