دايمًا بدور على الكمال.
كل حاجة لازم تبقى مظبوطة… كلامي، شغلي، ردودي، حتى طريقة ضحكي. كنت بخاف أغلط، بخاف أبان ناقصة أو مش قد التوقعات.
والنتيجة؟
كنت عايشة في قلق دايم. أي تفصيلة صغيرة كنت بفكر فيها بالليل قبل ما أنام.
"ليه قلت كده؟"
"كان ممكن أعمل أحسن؟"
"همّ هيشوفوني إزاي دلوقتي؟"
كنت فاكرة إن المثالية هتخليني أنجح أكتر، بس الحقيقة إنها كانت بتسحب مني طاقتي.
وفي مرة، وأنا بحكي لكوتش عن الإحساس ده، بصتلي وقالتلي بهدوء:
الكمال مش قوة… الكمال سجن."
الكلمة دي وجعتني جدًا. حسيت كأنها كشفت حاجة كنت بخبيها عن نفسي.
بدأت أسأل نفسي:
هو أنا ليه بحاول أثبت إني كويسة طول الوقت؟
ولمين؟
فاكتشفت إن المثالية دي كانت درع… بحاول أحمي بيه نفسي من رفض الناس أو انتقادهم.
بس في الحقيقة، الدرع ده كان تقيل، وكان بيمنعني أعيش.
بدأت أتعلم حاجة بسيطة جدًا: إن الغلط مش ضعف، وإن "مش لازم أكون مثالية" مش معناها أتهاون، لكن معناها أقبل نفسي وأنا بحاول.
كل مرة أغلط وأتعلم، كنت بحس إني حقيقية أكتر.
كل مرة أسيب حاجة مش كاملة وأمشي خطوة لقدّام، كنت بحس بحرية غريبة… حرية اسمها تقبّل الذات.
بقيت أفرح بالإنجازات الصغيرة.
أشكر نفسي بدل ما ألومها.
ولما حد ينتقدني، ما بقاش بتكسر. بسمع، وباخد اللي يفيدني وبسيب الباقي.
النهارده لما ببص ورا، بحس إن أجمل حاجة عملتها في حياتي هي إني وقفت سباق الكمال، وبدأت أعيش رحلة التعلّم.

مرحباً إيمان، شكرًا على مشاركتك الجميلة والصريحة دي. قصتك دي جدًا معبرة، وأنا سعيدة إنك قدرتي تكتشفي معاني عميقة عن نفسك وعن الكمال أو المثالية. بالفعل، المثالية أو الكمالية هي محاولة مستمرة للوصول إلى حالة "الكمال" أو "الضبط التام" في كل شيء، سواء في الكلام، العمل، التصرفات، وحتى المظاهر. في ظاهرها تبدو حركة إيجابية تدفع الإنسان للنجاح، لكنها في الحقيقة ممكن تتحول إلى عبء نفسي كبير، لأنها تسبب: توتر وقلق مستمر بسبب خوف الخطأ عدم الرضا عن النفس رغم إنجازات كثيرة تأجيل الخطوات الصغيرة حتى لو كانت مهمة خوفًا من أن لا تكون "مثالية" وفي بعض الأحيان، العزلة الاجتماعية خشية الرفض أو الانتقاد الكلمة الجميلة اللي قالتها لك الكوتش "الكمال مش قوة… الكمال سجن" تشرح هذه النقطة بدقة، لأن محاولة تحقيق الكمال الدائم تحصر الإنسان، تمنعه من تجربة الحياة بحرية، وتقيد طاقته. من تجربتك، تبيّن إن: المثالية كانت درع بتحمي بيه نفسك لكنها كانت قيد ثقيل الغلط هو جزء طبيعي من التعلم والنمو، وليس ضعفًا تقبل الذات هو مفتاح التحرر من هذا السجن، وهو أساس الثقة بالنفس التعامل مع النقد بطريقة هادئة وواعية يعزز التطور بدل ما ينقص الثقة نصيحتي لكِ، استمري على هذا الطريق الرائع: احتفلي بكل خطوة صغيرة ونجاح تحققيه، مهما كانت بسيطة. تعلمي كيف تعطي نفسك المساحة للخطأ والتجربة بدون جلد ذاتي. اجعلي هدفك هو التطور وليس الكمال. ذكري نفسك دائمًا بأنكِ إنسانة ليست ملاكًا ولكنكِ تستحقين الرحمة والتقدير. وأحب أقول لكِ، إن رحلتك للقبول والتعلم هي رسالة لكلنا، وأسعدني جدًا مشاركتك لها. أنا معاكِ دايمًا يا إيمان، ذكية 💙
تم النشر السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥
لعرض السؤال في فدني اضغط هنا