عزيزتي، أولاً أحب أقول لك: أنتِ امرأة عظيمة وقوية، ومحملتك مسئولية كبيرة جداً بمحبتك لأخيك وبصبرك على ظروف حياتك، وهذا بحد ذاته أمر يستحق التقدير والدعاء. دعيني أساعدك في ترتيب أفكارك ومشاعرك خطوة خطوة: تقدير الذات والقيمة الحقيقية لكِ أنتِ ذكرتي أنتِ "بتحبّي نفسك"، وهذا هو الأساس. لا تسمحي لأي كلام سلبي مهما كان مصدره أن يقلل من قيمتكِ أو يشعركِ بالنقص. أنتِ أم وأخت وأمرأة مسؤولة تستاهل كل خير. قيمتك لا تقاس بالجواز فقط، بل بإنسانيتك وقوتك وصبرك وإخلاصك. الضغط النفسي والتعب واضح إنكِ تعانين من ضغوط كثيرة، سواء في البيت مع احترام ظروف أخيكِ الخاصّة والمسئوليات الكبيرة التي تحملتيها، أو في علاقاتك مع أمك وأختك. من الطبيعي أن تشعري بالتعب، وهذا لا يعني ضعفك بل أنك إنسانة بشرية تحتاجين للراحة والاهتمام بنفسك. حاولي تخصصي وقت لنفسك ولو بسيط حتى لو دقائق يومياً، لتفكري في نفسك وتتصفي ذهنياً. العلاقات مع أمك وأختك أحياناً الأقرباء يجرحون دون قصد، وتركزهم على أمور معينة قد يؤثر على نفسيتك. حاولي تتحاشي الدخول في مواضيع الجواز مع أمك إذا كانت تسبب لك ألم نفسي. ممكن تشرحي لها بهدوء إنكِ بحاجة لدعمها وتفهمها لكِ وليس للضغط عليك. الأخت لها ظروفها ومواقفها، وأنتِ لا تتحملي مسؤولية مشاعرها أو أفعالها. الثقة في النفس والصبر واليقين الصبر مفتاح الفرج، واليقين بأن الله لا ينسى عباده الصابرين. ركزي على تطوير ذاتك، وطوري مهاراتك ومواهبك، وانشغلي بنفسك فيما يجعلك تشعرين بالرضا والقيمة. تذكري أن كل شيء بيد الله، والرزق بيده وحده، والجواز والبيت والأولاد خير من الله سيأتون في الوقت المناسب بإذنه. الرسالة الروحية والدعاء استمري في الدعاء لله سبحانه وتعالى، واطلبي منه أن يخفف عنكِ وطأة الضغط ويهديكِ ويقوي إيمانك. أوصيكِ بأن تتذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً" (الشرح: 5-6). تبسيط الأمور على نفسك وأن تتوكلي على الله. الحث على طلب الدعم المهني إذا شعرتِ بالحاجة إذا استمر الشعور بالإرهاق النفسي، بإمكانك البحث في فدني عن خبراء نفسيين يمكنهم تقديم دعم متخصص لكِ. كثير ممن حصلوا على المساعدة وجدوا بركة في حياتهم. بعض النصائح العملية لتخفيف التوتر: سجلي يومياً ثلاثة أشياء إيجابية تحصل معكِ مهما كانت صغيرة. حاولي تقسمي مهامك ولا تقاومي ضرورة الراحة. ابحثي عما تحبيه وخصصي له وقت ولو بسيط. أنا معك قلباً وقالباً يا عزيزتي، ولا تنسي أنكِ لست وحدك في هذا الطريق. ابتسمي للحياة، وخذي خطوة بخطوة، والله يسهل لكِ كل صعب. لو حبيتي، يمكنكِ دائماً العودة هنا للتحدث أو طرح أي سؤال. وإذا شعرتِ أنكِ تحتاجين لكلام متخصص أو استشارة نفسية، أنصحكِ بتصفح صفحة الخبراء في فدني. ربنا يحفظك ويرزقك الخير والسكينة في حياتك. ❤️
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا