قبل أي شيء، معلوماتي هذه قديمة، ومضى عليها ما يزيد عن عقد كامل، ولا بد أن الأمور تغيرت. راتب المرشد السياحية كان يعتمد على لغته، المنطقة التي يعمل فيها. مثلا، الأفواج السياحية الأوروبية والأمريكية أفضل من حيث الحالة المادية بالمقارنة مع الأفواج الآسيوية من الفلبين وفييتنام مثلا. هذا ينعكس على القيمة التي تتحصل عليها شركة السياحة وبالتالي على رواتب المرشدين والمندوبين السياحيين. اللغة نفسها تصنع فارقا كبيرا. اللغة الإنجليزية هي اللغة الأجنبية الأكثر انتشارا في مصر، وستجد بعض المرشدين السياحيين الناطقين بلغات أخرى يجيدون الإنجليزية أيضا ويعملون مع أفواج ناطقة بها. إذا كنت تجيد الإنجليزية فقط، أنصحك بإضافة لغة أخرى متى استطعت. المواسم ستؤثر على إجمالي دخلك. موسم الصيف في العادة مزدحم بمختلف الجنسيات ولكن في العادة من دول أقل حظا ماديا وأكثر حرصا في الإنفاق، بينما موسم الشتاء يكون أقل ازدحاما لكن غالبا ما يكون السياح أكثر ثراءا. هنالك كذلك مواسم مثل تعامد الشمس في أبو سمبل. يمكنك تخيل هذه النقطة برب أسرة يدخر طوال السنة ليذهب إلى الإسكندرية أسبوعا في إجازة الصيف مثلا. سعة علمك بالتاريخ والآثار، والثقافة المحلية - الثقافة المحلية بالمزارات التي ستعمل في نطاقها مثل مزارات ريف الفيوم - ستفيدك قطعا . مثلا، يفترض بك أن تشرح تاريخ المعابد وتفاصيل الطقوس التي قام بها الكهنة فيها، وتاريخ وأهمية الملك - أو الملوك - الذين أقاموا المعبد، ومعنى النقوش على جدرانه، ولماذا توجد أعمدة بلا سقف قبيل مدخل المعبد، من بين آلاف الأسئلة التي يلقيها عليك السياح. قدرتك ومهارتك في إدارة المواقف الصعبة. رغم أن هذه في الأصل هي مهمة مندوبي السياحة وليس المرشدين، لكن عادة ما يتوجه الفوج إلى الشخص الأكثر تفاعلا معهم: أنت، المرشد السياحي. يجب أن تكون قادرا على معالجة مشكلات الحجز - في المتاحف والفنادق والبواخر وغيرها - واحتكاكات العامة وأفراد الأمن مع الفوج، والأطفال التائهبن عن ذويهم، وهكذا دواليك. رغم أنك لن تحصل على أجر إضافي مقابل معالجتك لهذه الأمور، لكن ومهارتك وقدرتك على حل مشكلات الأفواج تحت قيادتك ستجعلك المفضل لدى شركات السياحة وشخص لا يمكن الاستغناء عنه. راتبك في العادة ليس مصدر دخلك الأكبر. في أسوان مثلا، كان المرشدون والمندوبون يتفقون مع أصحاب البازارات والمحلات السياحية ليدلوا أو يوجهوا الفوج السياحي لدخول هذه البازرات والمحلات دون غيرها في مقابل نسبة قد تصل إلى 25٪ من قيمة مشتريات الفوج، وبالعملة الصعبة. البعض لا يقبل الإكراميات، والبعض الآخر يريدها ويطلبها. قيمتها ستعتمد بالطبع على الفوج والموسم كما ذكرت سابقا. كذلك، في تلك الأيام القديمة، كان المرشد السياحي يتعامل مع أكثر من شركةفي نفس الوقت بيغطي الفجوات بين مصادر الأفواج السياحية.مثلا، شركة سياحة تستهدف اليونان والتي واجهت أزمة اقتصادية حادة في فترة ما، فلن تجد هذه الشركة عملا لبعض الوقت حتى تستجلب سياح من دولة أخرى. في مثل هذه الظروف، سيكون من البديهي أن تتولى أفواجا من شركة أخرى تستجلب السياح من دول أخرى. في كثير من الأحيان ما تتعامل الشركات مع بعضها وتداول الفوج الواحد بينهم في البرامج السياحية الطويلة. مثلا، فوج جاء يزور مصر وسيطوف البلاد من شمالها إلى جنوبها في برنامج موسع يشمل مزارات القاهرة، ثم الفيوم، ثم رحلة نيلية إلى الأقصر، ومنها براً إلى أبو سمبل مرورا بمزارات كوم أمبو وإدفو وأسوان، ثم برا إلى الغردقة، ثم العودة إلى القاهرة ليستقلوا طائرة العودة. غالبا ان تجد شركة سياحة قادرة على إدارة الفوج وبرنامجه منفردة. في النهاية، إجابة فاطمة أوجز ما يقال. لا تحكم من خلال آراء الآخرين، بل من واقع تختبره بنفسك.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا