وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا توجد إجابة واحدة تصلح لكل الناس، لكن يمكننا أن نضع محددات وأسس تساعدك على اكتشاف الطريقة الأنسب لك. من سنوات دراستك السابقة، حاول استنباط أفضل وسيلة تعلمت بها، وسياق هذه الوسيلة من حيث مستوى الفهم والاستيعاب، وثبات المعلومة وحضورها في ذهنك بعد انقضاء فترات طويلة، مثلا ما تعلمته في الإعدادية ولا يزال حاضرا في ذهنك. ممكن نحدد معايير الاختيار كما يلي: - هل تفهم أفضل وأنت منفرد أم مع مجموعة؟ لو مجموعة، ما حجمها؟ وهل تحتاج للقاء بشكل مباشر؟ أم ممكن اجتماعات عبر الإنترنت؟ ما حجم المجموعة؟ بعض الناس يحتاج التركيز ويفضل أن يكون وحيدا بدون مشتتات، والبعض الآخر يستفيد من وجود الصحبة والمناقشات وتبادل الأسئلة والشرح. في رأيي الشخصي، تجنب المجموعات الدراسية الضخمة التي أصبحت تعقد جلساتها في صالات رياضية فهي ازدحام لأ يساعد على التركيز، ولا تستطيع سؤال المحاضر، ولا يمكن للمحاضر أو المدرس إجابة كل الناس، وتضيع وقتا طويلا في تنظيم دخول الطلاب وخروجهم بخلاف عشرات السلبيات الأخرى. اذا، هل المجموعة المثلى هي زميل واحد فقط؟ أم ثلاثة أو 4؟ أو يكفيك المدرس وحده تناقشه وتسأله؟ - ما مدى تفصيل المعلومات؟ البعض يحتاج المعلومة الأساسية والخطوط الرئيسية فقط ليفهم، ويستطيع بعد ذلك استنباط ما يريد من حالات فرعية أو خاصة أو حتى شاذة، والبعض على نقيض السابقين، يحتاج التفاصيل الدقيقة ليستوعب الصورة الشاملة. قد يساعدك هذا على اختيار الملخصات والمراجعات أم الكتب والشروحات المطولة. الإيجاز لا يمنع من النظر في التفاصيل للتأكد من أن شيئا لم يفوتك. تذكر أن الحالات الخاصة هي التي قد توضح القواعد العامة، فأينشتاين توصل لنظرية النسبية الخاصة ومنها وضع النسبية العامة. البعض سيفهم التكامل بمجرد استيعابه للتفاضل أو العكس، لكن البعض الآخر يجب أن ينظر في كليهما ليفهمهما معا. البعض سيفهم الرياضيات البحتة وسيجيد تطبيق معادلاتها في الفيزياء مثلا بسهولة، والبعض الآخر سيحتاج مذاكرة المعادلات الفيزيائية بمعزل عن أصولها الرياضية البحتة. مجددا، تذكر أن الملخصات هي مجرد ملخصات لمحيط أكبر وأوسع، وهو الأصل. - وسيط المعلومات هل تفهم وتستوعب وتحفظ أفضل من المطبوعات، أو الشرح المباشر؟ أو التسجيلات المرئية والمسموعة؟ أو الأنظمة التفاعلية؟ أو شيء آخر؟ غالبا لن يغني واحد من هؤلاء عن الآخرين، ولكنه يساعدك على توجيه معظم جهدك في الاتجاه الذي يحقق أعلى استيعابه وفهم. ارجع لسنوات دراستك السابقة، وليكن معيار المقارنة هو مستوى الفهم وثبات المعلومة لتقارن بين الوسائط. حاول تذكر شيئا فهمته جيدا جدا ولم تنسه، وانظر ما الوسيط الذي فهمت وحفظت عنه. - توقيتات الدراسة هل تحتاج للهدوء والعزلة؟ هل تحتاج لجلسات مذاكرة مطولة بدون مقاطعة؟ هل تكون في قمة نشاطك الذهني في ساعات الفجر أم النهار؟ أم في سواد الليل؟ سنة الله أن جعل النهار معاشا والليل لباسا، ولكن الظروف والفروق الفردية موجودة. أخيرا، بعض الملاحظات: بعض الطلاب لا يدرس العلم، بل يدرس كيف ينجح في الامتحانات فقط، فيخرج للمجتمع يحمل شهادة ولا يحمل العلم. في حياتك، ستحتاج كليهما. ثق أن ما تتعلمه ينفعك في حياتك اليومية وإن لم يبد كذلك! لا تنتظر إمتحانات في مستواك، فالامتحان وُضع ليحدد هو مستواك أنت. مع ذلك، لا تبتئس ولا تحزن من أدائك في الامتحان و درجاتك فيه إن لم ترضيك، فسوق العمل لم يعد يهتم كثيرا بالشهادة بقدر المهارة والعلم، وإن كانت الشهادة لا تزال مؤشرا عليهما؛ ولا تحزن وأنت بذلت الجهد المخلص. ستسمع من الجميع أن هذه سنة حاسمة في حياتك القادمة، سيقولون شيئا مثل "ذاكر واتعب الآن، وافعل ما شئت بعدها." معهم حق في أنها مرحلة مؤثرة، لكن هذا لا يعني أبدا أن تنكفئ على الكتب والدروس وتنقطع عن الحياة. استمتع بشبابك وحياتك متى استطعت، وباتزان بين اللحظة الحالية التي تنقضي ولا تعود أبدا، وبين المستقبل المأمول.
لعرض الإجابة في فدني اضغط هنا