Saleh Ezzeddin

يقول الله سبحانه"قُل لَّن یُصِیبَنَاۤ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ" والله أختي هذه الآية هي أفضل علاج للخوف من أيّ شيء. وهو أن تتوكّل على الله تعالى حق التوكل، وأن توقن أنه لن يحدث في كونه شيء إلا بإذنه وأمره سبحانه. فإذا تركت أهلك استودعتهم الله تعالى يحفظهم الله لك فهو خير الحافظين، وإذا خفت أذى أحد توكلت على ربك تعالى فكفاك إياه فهو سبحانه نعم الوكيل. وإن خفت على مستقبلك فوّضت أمرك إلى الله تعالى، لأنك تعلم أنه سبحانه الحكيم الرحيم الجواد الكريم. والله أعلم

العلاقة القوية بالله تعالى أختي الكريمة تُعالج أي خلل في النفس. فمن الناس من هو عكسك تماما، لا يحب أحدا ولا يألف أحدا، وإن حدث بينه وبين غيره الكثير من المواقف الطيبة ينساها بمجرد البُعد، ولو لم يطُل زمنه. فأولاً الصفة التي فيكِ أختي صفة طيبة. وقد قال بعض السلف الصالح: الحُرُّ مَن راعَى وِداد لحظة، وانتمى إلى مَن أفاده لفظة. لكن لا شك أنها تحتاج إلى شيء من التوسط. يعني لا ننسى الناس، ولا نتعلق أيضاً بهم لهذه الدرجة. وحُسن التعلق بالله تعالى يُعالج هذا الأمر، إن شاء الله تعالى. والأمر الآخر وهو سعيك لإرضاء الناس. أقول لك أيضاً لن يُعالج علاجا نافعا صحيحا إلا بالشرع الحنيف، الذي هو شرع الله تعالى الذي خلقنا ويعلم طبيعة نفوسنا، { أَلَا یَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ } وعلاجه يكون أيضا بقوة التعلق بالله تعالى وبقوة توحيده. فإذا تعود العبد على أن يفعل العبادة خالصة لله تعالى، وأن يقول الحق الذي يرضي الله تعالى ولو خالفه من على الأرض جميعا، صار قوي القلب، لا يستمد قوته إلا من ربه تعالى، ولا يبالي بأحد من الخلق أبداً. ويصبح لا يعامل الخلق إلا بجوارحه، أما قلبه فهو عند ربه تعالى. هكذا المؤمن أختي الكريمة. وفقكِ الله تعالى أختي وأعانك على طاعته ومرضاته. آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الزوج يخون ليس لنقص في زوجته، بل لضعف دينه، فاختاري زوجاً صاحب دين وسيصونك ويراعيكِ ويراعي مشاعرك. هذا أولاً. وثانيا هناك خيانة في نظر النساء ليست خيانة في نظر الشرع. يعني رجل فاتح امرأة في الزواج وتكلم معها في حدود الشرع، فليست هذه خيانة في في الشرع، لكن كثير من النساء تراها خيانة. فالخلاصة هنا أمران، أولا أن الشرع الحكيم أحل للزوج التعدد. وثانيا وهي نصيحة لك تزوجي صاحب الدين، فإن تزوج عليك فلن يقصر في حقك، لأن الله أمره بذلك سبحانه وتعالى. وأخيرا إياك أن تحتقري مذنبا أو تبيني لأبيك أنك عرفت فهذا من العقوق. والواجب أن تعينيه على أمر دينه. وما استتر هو وهو يفعله فلا تظهريه أنت ولا تفضحيه. فالواجب ستر كل مسلم، فكيف إذا كان أبوك؟

هذه سنة الحياة وسنة الكون، والله سبحانه خلق الكون على أحسن تقدير، فهو سبحانه الإله الحكيم. وسواء فهمت الحكمة أم لا لكن لابد أن أوقن أنه سبحانه الإله العليم الحكيم. ومن الحكم في الفراق في هذه الحياة، سواء ببُعد الأحبة أو وفاتهم، هو أنه يجعل القلب لا يتعلق بمخلوق ويتعلق بالخالق وحده، سبحانه وتعالى. واعلمي أنك حينما تتزوجين إن شاء الله تعالى، ستعلمين الخير في هذه السنة العظيمة، وهي سنة الزواج. فسينيكِ الزواج كل ما دونه من أمور الدنيا التافهة. وستنشغلين بإعانة زوجك على أمور الحياة وكدّها. وسيكون همك الأكبر بناء أسرة صالحة، وهذه هي أعظم مهمة في هذه الحياة. وفقكِ الله تعالى ويسر أمركِ

وإياك أختي.

إذاً، فأكثري من دعاءه سبحانه، خاصة في الثلث الآخر من الليل. وإن لزم الأمر فاذهبي إلى طبيب نفسي. فليس ذلك عيباً أبداً.

هل فكرت في اللجوء إلى ربك طيب؟! أليس قد يكون هذا إنذاراً من ربّك لتعودي إليه إن كنت بعيدة؟

واعلمي أن الله سبحانه حكيم، فما شرع شيئا سبحانه إلا لأنه فيه صلاح دنيانا قبل آخرتها. والزواج فيه الخير الكثير من ملذات الدنيا وثواب الآخرة.

نحن ما خُلقنا أختي الكريمة إلا من أجل العبادة. يقول الله سبحانه:"وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ". وفي أمر العبادة لابد أن يُقَدِّم العبد الأولَى من العبادات في كل وقت عند التعارض، فلكل وقت عبادة أو عبادات ولكل زمن عبادة. لكن بشرط ألا يبالغ في عبادة على حساب عبادة أخرى أو ينساها ويتركها بالكلية. ولا شك أن حق الزوج أعظم من غيره من الناس. لكن لا تقصر الزوجة في حق أهلها كوالديها وإخوتها، وغيرهم من الناس كالأصدقاء والجيران، ولو بالسؤال والدعاء بظاهر الغيب. والله أعلم

وما دام أن الله خلق وقدّر هذه السنة فاعلمي أختي أن من وراءها خير كثير، سواء علمته أو لم أعلمه.

هذه سنة كونية كسنة الأكل والشرب، فهل يصح أن يقول أحد أنا لا أحب آكل؟!

لكن لا شك أن أهلك وأصدقاءك لهن حقوق عليكِ، فلا تنشغلي بحقوق الزواج عن حقوقهن.