سَـيـفُ .

نحنُ قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام، فإنِ ابتغينا العزَّ بغيرِه أذلَّنا الله.

إنَّ اللهَ ابتعثنا لنُخرج من شاء من عبادةِ العباد إلى عبادةِ الله، ومن ضيقِ الدنيا إلى سعتِها، ومن جورِ الأديان إلى عدلِ الإسلام.

إجمالي النقاط: 35

0 سؤال

1 إجابة

يا أختي الكريمة… وصلتني كلماتك بما تحمل من صدق، وأقدّر لكِ شجاعتك في مواجهة نفسك قبل أن تواجهِي أحدًا. وأحب أن أقول لك جملة واحدة في البداية: ليس فيكِ ما يُخجِل، بل فيكِ ما يُحترَم. أريدك أن تسمعي هذا الكلام بثبات وهدوء: الإنسان لا يُقاس بزلّة وقع فيها، بل يُقاس بقدرته على القيام من جديد، وربّك جلّ في علاه يقول في كتابه الكريم: > ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ وما دمتى تتوبين وتعودين إليه؛ فثقي تمامًا أن الله يفتح لكِ أبواب رحمته لا أبواب عقابه. أما عن مشاعرك… فأنا أقدّر حجم الصراع اللي عشتيه، وأعرف معنى أن يظل الإنسان وحده في معركة مع نفسه. لكن اسمحي لي أن أقول لكِ هذا الكلام بصراحة أخطاؤك لا تلغي قيمتك… ونقاء قلبك أعظم من كل ما مضى. ولا تجعلي من ذنبٍ بينكِ وبين نفسك سيفًا على روحك… لأن الله يقبل من عباده ضعفهم قبل قوّتهم، وصدقهم قبل أعمالهم. وأريد أن أطمئنك بكل مسؤولية ودقة: ما فعلتِه لن يؤثر على زواجك، ولا على صحتك، ولا على قدرتك على الإنجاب. هذه أوهام يزرعها الخوف في القلب، وليست أحكامًا طبية ولا شرعية. وحتى تغيّر الشكل الذي لاحظتِه… فهو أمر طبيعي يحدث مع أغلب البنات ويعود لطبيعته مع الوقت دون أي تدخل. يا أختي… قوتك الحقيقية ليست في أنكِ لم تسقطي، بل في أنكِ كلما ضعُفتِ… عدتِ إلى الله ولم تبتعدي. وهذا وحده يكفي ليجعل لكِ مكانًا رفيعًا عند ربٍّ رحيمٍ لا يغلق بابه أبدًا. استمري… قاومي… وارفعي رأسك. أنتِ لست مذنبة بقدر ما أنتِ إنسانة تبحث عن النقاء وتصارع نفسها لتصل إلى الأفضل. وهذه وحدها بطولة لا يفعلها إلا أصحاب القلوب الكبيرة. أسأل الله أن يثبتك، وأن يشرح صدرك، وأن يكتب لك من الطمأنينة ما يغنيك عن كل خوف… وأن يجعل هذه اللحظة بداية جديدة عنوانها: قلبٌ أقوى… ونفسٌ أصفى… وطريقٌ أقرب إلى الله.

تم النشر الجمعة، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥

0 تعليق

لعرض الملف الشخصي في فدني اضغط هنا

عندك مشكلة؟ محتاج استشارة؟ فدني مجتمع يساعدك في حل مشاكلك ويجيب عن أسئلتك